لم تغفل دراما رمضان هذا العام القضية الفلسطينية، وإن كانت قد مرت عليها مرور الكرام وعلى استحياء شديد، لكن يبقى أن الجمهور العربي طالع أعمالاً فنية رصدت تاريخ دخول العصابات الصهيونية لأرض فلسطين، وقرارات التقسيم البريطاني، وذلك على الرغم من أن أغلب هذه الأعمال لم يدخل إلى لُبّ القضية وإنما تناولتها في سياق الأحداث التاريخية.
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والسيناريست يسرى الجندي الذي لاقى مسلسله "ناصر" اهتمامًا في العديد من الفضائيات العربية- في تصريحات خاصة لموقع mbc.net - إن "القضية الفلسطينية جزء مهم من تاريخ مسلسل ناصر الذي يرصد حياة الزعيم جمال عبد الناصر".
وأشار إلى أن القضية بدأت في المسلسل على لسان شخصياته، منذ أن دخلت العصابات الصهيونية أرض فلسطين إلى أن تم تقسيم الأرض، وذهب اليوزباشى جمال عبد الناصر ليشارك فيها، ثم ظهورها من خلال إبرازها في ميثاق ثورة يوليو 1952.
ورأى الجندي أن رصده لتاريخ وجود الآلة الصهيونية في أرض فلسطين العربية هو واجب وطني كجندي من أبناء هذه الأمة العربية.
وقالت: "رأيت أن السلاح الذي يمتلكه عجوز مثلي هو الكتابة الدرامية في أمر يوثِّق تاريخ المؤامرة، حتى يتسنى للأجيال أن تعرف حقوقها في أراضيها ودماء أبنائها في وقتٍ يحاول البعض فيه أن يمحو ذاكرة الوطن وأن يتم حذف اسم فلسطين من الخريطة ليحل محلها اسم إسرائيل".
وأضاف الكاتب المصري أن ذلك يأتي أيضًا في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للاحتفال بمرور ستين عامًا على قيامها على الأراضي الفلسطينية وتسوق لذلك بالأعمال والمؤتمرات، داعيًا إلى تكاتف الجميع لتقديم عمل فني يرصد تاريخ الصراع الفلسطيني ضد المحتل، لا أن تكون القضية جزءًا من عمل فني.
من جانبه، قال إسماعيل كتكت منتج مسلسل "أسمهان" إلى أن العمل أشار بشكلٍ ناعم إلى جذور القضية الفلسطينية، من خلال مولد أسمهان تزامنًا مع وعد بلفور".
وأضاف أن ارتباط فؤاد الأطرش بفتاةٍ يهودية كان مفتاحًا لأن نشير بشكلٍ غير مباشر لمحاولات دخول اليهود للمنطقة والعمل كالسوس في نسيج المجتمع العربي، ومحاولة هزِّ أركانه، لافتًا إلى أنه في بداية المسلسل يشتمُّ المشاهد رائحة اليهود وهو يهيئون الأجواء لأنفسهم لاحتلال ارض فلسطين.
قضايا العالم الثالث
بدوره، أشار الكاتب بشير الديك إلى أن مسلسله "ظل المحارب" يرصد أيضًا القضية، قائلاً: "ظل المحارب منصب بشكل أساسي على ما يحدث لدول العالم الثالث والمنطقة العربية من قِبل قوى الاستكبار العالمي، التي ترى في نفسها الإمبراطورية الحاكمة التي تدير العالم كيفما تشاء".
وأضاف أننا نراها دائمًا في المسلسل تسعى إلى دق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد كما يحدث في لبنان ودارفور، التي كنا لا نسمع عنها، بعد ما لجأوا إلى إضفاء الصبغة الدينية، وأن الرب أرسلهم لإنقاذ البشرية".
وتابع الديك، قائلاً: "إننا نرى اللوبي الصهيوني والنظام الأمريكي في سلة واحدة، لذلك لجأت إلى اختيار دولة وهمية لكي أتمكن من عرض قضايا المنطقة العربية، وكان هذا واضحًا من خلال أبو خالد الذي يفتح معملاً لعصر الزيت ويتهمونه بتصنيع الجمرة الخبيثة وأسلحة دمار شامل".
وأكد الديك أن القضية الفلسطينية لا تنفصل عن القضايا العربية، معتبرًا أن كل ما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان دارفور يصب كله لصالح أمريكا ومن ثم لإسرائيل، مضيفًا أن هذه هي الرسالة التي يوجهها ويطرحها من خلال "ظل المحارب".